القائمة الرئيسية

الصفحات

script data-ad-client="pub-7359341889449383" async src="https://pagead2.googlesyndication.com/ pagead/js/adsbygoogle.js">

مكانة المرأة في الاسلام

كانت المرأة ولاتزال قضي كل مجتمع في القديم والحديث، فهي تشكل نصف المجتمع من حيث العدد، وأجمل ما في المجتمع من حيث العواطف، وأعقد ما فيه من حيث المشكلات.
 فلا غرو - إذا – أن تختلف نظرة المجتمعات إلى مكانتها ووضعها الإنساني فيها وفي جميع الحضارات القديمة التي سبقت الإسلام عانت المرأة من ظلم اجتماعي فادح يندى له جبين التاريخ ؛ إذ كانت تعيش على هامش المجتمع عيش ذليلة مهينة، مسلوبة الحرية والإرادة والمكانة، تباع وتشترى في الأسواق گسقط المتاع.
 وفي المجتمع العربي الجاهلي كانت المرأة العربية في كثير من جوانب حياتها مهانة محتقرة لا كرامة لها ولا اعتبار، فقد كانت معرضة باستمرار للبي الذي ظل غرفة سائدة في المجتمع الجاهلي، ولذلك وجدت في هذا المجتمع إماء كثيرات، كان منهن قينات يضربن على المهر وغيره في حوانيت الخمارین.
 كما كان منهن جوار يخدمن الشریفات، وكن في منزلة دانية.
 وكانت إنسانية المرأة في هذا المجتمع مهدرة، وحقوقها مهضومة، فقد كانت بعض القبائل العربية تند البنات خشية العار، ولم يكن للمرأة في هذا المجتمع حق الإرث، بل إنها نفسها كانت تورث كما تورث أي سلعة أخرى، فإذا مات الرجل وترك أولادا من زوجة أخرى غيرها، كان الولد الأكبر أحق بزوجة أبيه، ويعدها إرثا يرثه كأي سلعة أخرى .
 وفي وسط هذا الظلام المخيم على وضع المرأة يومئذ، أشرقت أنوار الرسالة الإسلامية، وانطلق صوت السماء على لسان الرسول محمد ان يضع الميزان الحق لكرامة المرأة، ويعطيها حقوقها كاملة غير منقوصة، ويرفع عن كاهلها وزر الإهانات التي لحقت بها عبر التاريخ.
فقد أعلن الإسلام من البداية مبدأ مساواتها الكاملة بالرجل في الإنسانية، فكلاهما خلق من نفس واحدة.

ولتوفير الحياة الحرة الكريمة للمرأة، سارع الإسلام إلى رفع الظلم الذي كان يقع عليها بسبب بعض المعتقدات والعادات الجاهلية السيئة، فحارب التشاؤم بها والحزن لولادتها أنثى، وحرم وأدها وشنع هذا الفعل أشد التشنيع، وحرم سبيها، كما حرم أن يتزوج الابن امرأة أبيه بعد موته ورفع الإسلام من مكانة المرأة في المجتمع ورسم الإطار العام لدورها فيه، بما يتفق مع طبيعتها وقدراتها، واعتبر هذا الدور مكملا لدور الرجل في المجتمع فقد أسبغ عليها مكانة اجتماعيا كريم في مختلف مراحل حياتها، ودعا إلى فتح منافذ العلم أمامها لتنهل منه، ورغبها في طلبه، والإقبال عليه، حتى تستطيع القيام بدورها في المجتمع، والنهوض برسالتها المخصصة لها في هذه الحياة وقد أقبلت المرأة في عهد النبوة على مجالس العلم، وطالبت بتخصيص حلقات لها مع رسول الله - ي - تستزيد من علمه.
وقد تفاعلت مع العلم وحولته إلى سلوك مثالي ميداني، وإلى تربية راشدة ترضعها للأبناء، وإلى مسيرة مباركة في كل ميادين الحياة ولم تعرف البشرية دينا الإسلام نظم حقوق المرأة ورعاها خير رعاية ؛ فقد كانت المرأة في الجاهلية مهضومة الحقوق، فرد الإسلام إليها حقوقها، إذ فرض لها حق الإرث، أما وزوجة، وبنت، كبيرة كانت أو صغيرة، أو حملا في بطن أمها.
 ومنحها الأهلية المالية الكاملة في جميع التصرفات حين تبلغ سن الرشد، ولم يجعل لأحد عليها ولايه فيه، فهي وحدها صاحب الحق المطلق في التصرف فيه 
 عثمان عفان هبة أو بيع وشراء، واعتبرها كاملة الأهلية في كل هذه التصرفات.
إن تاريخ المرأة في الإسلام يحفل بنماذج مشرقة، ومواقف مشرفة للمرأة، تدل على المكانة العظيمة التي صارت إليها في المجتمع الإسلامي، فقد كانت المرأة سباقة إلى الدخول في الإسلام، حتى إن أول صوت ارتفع في تصديق النبي و تأييده كان صوت امرأة هي خديجة - رضي الله عنها - وأول شهيد في سبيل الإسلام كان امرأة هي سمية « أم عمار بن یاسر » - رضي الله عنهم - وكان للمرأة جهدها الموفور، وجهادها المذخور في سبيل الدفاع عن الإسلام، فقد تحملت في سبيله كل صنوف العذاب والعنت والاضطهاد، وهاجرت في سبيله مع من هاجر إلى الحبشة، إذ بلغ عدد النساء في الهجرة الأولى إلى الحبشة أربع نسوة فيهن رقية بنت رسول الله -زوج رضي عنهما - وفي الهجرة الثانية بلغ عددهن تسع عشرة امرأة .
 وشهدت ساحات الجهاد مواقف بطولية رائعة للمرأة، أظهرت فيها كثير من فنون القتال والاستبسال دفاعا عن الإسلام، نذكر منها موقف أم عمارة ( ن بنت کعب المازنية ) في غزوة أحد، وهي إحدى امرأتين بايعتا رسول الله - في بيعة العقبة الثانية . 
كانت أم عمارة في غزوة أحد تقوم بمداواة الجرحى وإسعافهم، وعندما رأت جند المشركين يطوقون رسول الله  ويشددون الحصار حوله، حملت السيف، وهبت تدافع عن الرسول - بی دفاع الأبطال، معرضة نفسها للموت، وظلت تقاتل المشركين ذودا عن رسول الله - - أصيبت باثني عشر جرحا وفي وقعة الحديبية كان لأم سلمة - رضي الله عنها - موقف عظيم في المشورة وسداد الرأي ؛ ذلك أن الرسول  بعد أن عقد صلحا مع قریش، طلب من أصحابه أن يقوموا للنحر والحلق للحل من العمرة، فلم يقم منهم أحد، وعندئذ دخل الرسول إلى أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فأشارت عليه أن يخرج إليهم ولا يكلم منهم أحدا عليه وعلى آله الصلاة والسلام - برأيها، وخرج إلى المسلمين فنحر بدنه وحلق، وتبعه المسلمون مقتدين به، فكان من وراء هذه المشورة الخير والمصلحة العامة للمسلمين حتی 9 حتى ينحر بدنه، فأخذ ۔ ومن المواقف البطولية الخالدة التي سجلها التاريخ للمرأة، موقف الخنساء ( تماضر بنت عمرو ) في معركة القادسية، فقد حضرت الخنساء هذه المعركة ومعها بنوها الأربعة، فكانت تعظهم وتحثهم على الجهاد، وعدم الفرار من الزحف، فاستبسلوا في المعركة حتى استشهدوا جميعا.
 وعندما بلغها خبر استشهادهم، لم تجزع لفقدهم، ولم تنظم القصائد الباكية في رثائهم، وهي التي اشتهرت بشعرها في التفجع والبكاء على أخيها صخر لسنوات طويلة قبل الإسلام.
وإنما قالت كلمتها الخالدة : « الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، يجمعني بهم في مستقر رحمته يوم القيامة » إن هذه المكانة الرفيعة التي تبوأتها المرأة في الإسلام، والمواقف البطولية الرائعة التي خلدها التاريخ لها، هي خير زاد تستعين به المرأة المعاصرة اليوم في القيام برسالتها العظيمة في المجتمع، وأقوم طريق يجب أن تسترشد به وتسلکه البلوغ ما تطمح إلى تحقيقه من مكانة عالية في مختلف مجالات الحياة المعاصرة.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات