ومن منطلق الشعور بالمسؤولية تجاه أسرتها، قررت أن تقوم بعمل يساعدها على تحسين وضع أسرتها، إلا أنه ليس في يدها ما يعينها على تحقيق أمنيتها، لأنها ليست متعلمة، ولا تجيد أي عمل تقوم به خارج بيتها.
عند قرت أن تلتحق بصفوف محو الأمية، فاجتازت هذه المرحلة بنجاح، ثم استمرت في مواصلة تعليمها حتى حصلت على شهادة الثانوية العامة، وحينئذ عملت مدرسة في مدرسة قريبة من مدينتها، ولم يمنعها ذلك من رعاية أطفالها والاهتمام بتعليمهم وتوجيههم، وكانت النصيحة التي توجهها لهم دائما : لا تهملوا دروسځم، وتعدوا أنفسكم الخدمة المجتمع في المستقبل.
وقد كانت مثالا للأمم المتفانية، والطالبة المثابرة الطموحة إلى التفوق والنجاح، وتميزت في أداء عملها فأحبها الجميع لإخلاصها، وتعاونها مع زميلاتها، وإدارة مدرستها، وحرصها على مستقبل تلميذاتها، وأصبحت هذه المكانة الاجتماعية التي حققتها مثار إعجاب نساء مدينتها، وأكدت له أهمية تعلم المرأة، ومثلت کهن حافزا للاقتداء بها.
ولم يثنها هذا النجاح عن التفكير في استكمال دراستها الجامعية، فقد قرت زینب استكمال الدراسة الجامعية، فأقبلت على الدراسة، والتحصيل العلمي بهمة عالية، وجهد لا يعرف الملل ولا الككل، فكانت تعمل صباحا ومساء فلا يردها عن السعي نار الشمس المحرقه، ولا يمنعها عن المذاكرة لقاء جميل تستمتع به مع صديقاتها، فكانت تقضي الساعات الطوال من الليل في البحث والاطلاع مكبة على الكتب، وكان ما يدفعها إلى الجد والاجتهاد في الحياة إرادتها القوية، وإصرارها العجيب تحقيق هدفها المنشود. وبعد أن نالت شهادتها الجامعية، عينت مديرة للمدرسة التي كانت تدرس فيها، وذلك تقديرا للجهود المتواصلة التي بذلتها، وما أحرزته من التقدم العلمي والتربوي في حياتها، فمن جد وجد.
تعليقات
إرسال تعليق