القائمة الرئيسية

الصفحات

script data-ad-client="pub-7359341889449383" async src="https://pagead2.googlesyndication.com/ pagead/js/adsbygoogle.js">
ابذل لصديقك دمك ومالك، ولمعرفتك رفدك ومجلسك، وللعامة بشرك وتحننك، ولعدوك عدلك وإنصافك، واضنن بدينك وعرضك عن كل أحد.
إن سمعت من صاحبك كلاما أو رايا يعجبك فلا تنتحله تزينا به عند الناس، واكتف من التزين بان تجتني الصواب إذا سمعته وتنسبه الى صاحبه.
واعلم أن انتحالك ذلك مسخطة لصاحبك، وأن فيه مع ذلك عارا وسخفا، ولا يكونن من خلقك أن تبتدئ حديثا ثم تقطعه وتقول :سوف، كأنك روأث فيه بعد ابتدائه، وليكن ترويك فيه قبل التفوه به، فإن احتجان الحديث بعد إفتتاحه سخف وغم.
إن أحببت أن تلبس ثوب الوقار والجمال، وتتحلى بحلية المودة عند العامة وتسلك الجدد الذي لاخبار فيه ولاعثار، فكن عالما كجاهل، وناطقا كعي.
فأما العلم فيرشدك، وأما قلة ادعائه فينفي عنك الحسد، وأما المنطق إذا احتجت إليه فسيبلغ حاجتك، وأما الصمت فيكسبك المحبة والوقار
إذا رأيت رجلا يحدث حديثا قد علمته أو يخبر خبرا قد سمعته فلا تشاركه فيه، ولاتتعقبه عليه، حرصا على أن يعلم الناس أنك قد علمته ،فإن في ذلك خفة وشحا وسوء أدب وسخفا اجعل غاية نيتك في مؤاخاة من تؤاخي، ومواصلة مت تواصل توطين نفسك على انه لاسبيل لك إلى فطيعة أخيك، وإن ظهر لك منه ماتكره، فإنه ليس كالمملوك الذي تعتقة إذا شئت، ولكنه عرضك ومروءتك، فإنما مروءة الرجل إخوانه وأخدانه.
واعلم أن إخوان الصدق هم خير مكاسب الدنيا :هم زينة في الرخاء، وعدة في الشدة، ومعونة في المعاش والمعاد، فلا تفرطن في اكتسابهم، وابتغاء الوصلات والأسباب إليهم.
إن غلبت على الكلام وقتا فلا تغلبن على السكوت، فإنه لعلة يكون أشدهما لك زينة، وأجلبهما إليك مودة، وأبقاهما للمهابة، وأنفاهما للحسد.
 احذر المراء واعرفه، ولايمنعك حذر المراء من حسن المناظرة، والمجادلة، واعلم أن المماري هو الذي لايحب أن يتعلم ولايتعلم منه.
لاتلتمس غلبة صاحبك والظفر عليه بكل كلمة ورأي، ولاتجترئن على تقريعه بظفرك إذا استبان، وحجتك إذا وضحت، فإن أقواما قد يحملهم حب الغلبة، وسفه الرأي في ذلك على ان يتعقبوا الكلمة بعد ماتنسى فيلتمسوا فيها الحجة، ثم يستطيلوا بها على الأصحاب، وذلك ضعف في العقل ولؤم في الاخلاق.
تعلم حسن الاستماع، كما تتعلم حسن الكلام، ومن حسن الاستماع إمهال المتكلم حتى يقضي حديثه، وقلة التلفت الى الجواب، والإقبال بالوجه والنظر إلى المتكلم، الوعي لما يقول.
انظر من صاحبت من الناس من ذي فضل عليك بسلطان أو منزلة ومن دون ذلك من الخلصاء والأكفاء والإخوان.
فوطن نفسك في صحبته، على أن تقبل منه العفو، وتسخو نفسك عما اعتاص عليك مما قبله غير معاتب ولا مستبطئ غير معاتب ولا مستبطئ ولا مستزيد 
فإن المعاتبة مقطعة للود، وٳن الاستزادة من الجشع، وٳن الرضا بالعفو، والمسامحة في الخلق مقرب لك كل ماتتوق إليه نفسك مع بقاء العرض والمودة والمروءة.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات