بعد أن كاد اليأس من الشفاء يقتل الأمل في نفوس العديد من المرضى ، ظهر أسلوب جديد في العلاج أحيا الأمل في قلوب المرضى . فباستخدام أشعة الليزر في مجال الطب ، بات الحلم في الحياة بصحة و دون آلام حقيقة لا خيالآ . وقد أطلق الأطباء على هذا الأمل الواعد تسمية « الأشعة السحرية ؛ لأنهم استغلوا أشعة الليزر في علاج كثير من الأمراض ، وبخاصة الأمراض المستعصية والتي كان علاجها بالطريقة التقليدية ضربا من المستحيل . فما أشعة الليزر التي يستخدمها الأطباء في العلاج الطبي ؟ عبارة عن عن حزم شعاعية مرئية محرقة بواسطة عدسة ، وتكون على هيئة بقعة ضوئية صغيرة جدا لفترة من الزمن مدروسة ومحسوبة . و تسلط هذه الحزم . ، مباشرة من جهاز الليزر على الجزء المستهدف للعلاج ، أو تحمل عبر حبل من الألياف الضوئية المرنة إلى المكان المقصود . ويجول في أذهاننا سؤال عن أهمية هذه العملية الجديدة ، وما يميزها عن سابقتها ، فتأتينا الإجابة سريعة ، بأن العمليات الجراحية بواسطة المباضع الطبية التقليدية أصبحت عائقا أمام الكثيرين من الجراحين ، وبخاصة عندما تتطلب العملية الجراحية دقة وجهد . فمثلا يعد مرض القلب من أكثر الأمراض فتكا بالناس لأن الانسداد الشرياني يمنع انسياب الدماء التي تحمل الأكسجين إلى خلايا القلب المحرومة منه ، فتسبب أزمة قلبية تؤدي إلى موت المريض . وكان العلاج التقليدي لهذا المرض يتمثل في إجراء عملية توصيل أوعية جديدة أو توسيع الشريان الضيق ، وتستغرق هذه العملية من أربع إلى - ساعات ، ولكن هذا العلاج ينتهي نفعه بعد بضع سنوات ، ويحتاج المريض إلى إعادة العملية الجراحية أما الجراحة بالليزر فتعمل على فتح الانسداد الشرياني بالأشعة المحرقة حتى ينساب الدم مباشرة إلى الخلايا المحتاجة إلى الأكسجين ، دون ألم أو نزيف ، وهي تستغرق من ساعة إلى ساعتين. وقد حققت أشعة الليزر نتائج باهرة في علاج بعض أمراض العيون ، والتي كثير من الحالات إلى العمى ، فقد استخدمها الجراحون لإزالة السائل سطح العدسة الأمامي من جراء إصابة العين بالمياه الزرقاء ، وتجرى العملية خلال ساعة واحدة دون تخدير أو ألم أو نزيف ، كما تستخدم في رتق الشبكية بكل يسر خلال دقائق معدودات ، في الوقت الذي كانت العمليات الجراحية التقليدية بهذا الخصوص به خطرة وغير مأمونة النتائج . تؤدي في المتجمع عند كما أفادت أشعة الليزر في إزالة الأورام الليفية دون الإضرار بالأنسجة السليمة المجاورة ، ودون تلوث يمكن أن ينتج من الخلايا المصابة عند إجراء العملية الجراحية التقليدية . وعالجت أيضا بعض الأمراض الجلدية الخبيثة ، وحالات من قرحة المعدة المزمنة . كل هذا يثبت بالفعل أن الجراحة بهذا الأسلوب الجديد أكثر سلامة وفعالية ، ويمكن أن تحل بديلا أفضل من سابقتها التي تتسم بالتعقيد والمخاطرة . لقد غدت الجراحة بأشعة الليزر ، منذ أوائل التسعينيات ، علاجا فعالا وأمينا للمرضی کي يستردوا صحتهم ، ونصرا كبيرا للجراحين يحققون من خلالها نجاحات عظيمة في مجال العلاج الطبي . هذا غيض من فيض ، ومازالت الأبحاث في هذا المجال تتوالى حتى شهدنا في عهد قريب تطورات مذهلة ومدهشة في علم الطب تجعلنا نقف
تعليقات
إرسال تعليق