القائمة الرئيسية

الصفحات

script data-ad-client="pub-7359341889449383" async src="https://pagead2.googlesyndication.com/ pagead/js/adsbygoogle.js">


 الأمانة في نظر الإسلام واسعة الدلالة ، وهي ترمز إلى معان شتی مناطها - جميعا- شعور المرء بمسؤوليته في كل عمل يوكل إليه ، وإدراكه الجازم بأنه مسؤول عنه أمام ربه على النحو الذي فضله الحديث الكريم : (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته ، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها ، والخادم في مال سیده راع وهو مسؤول عن رعيته ) رواه البخاري وبعض الناس يفسرون الأمانة تفسير ضيقة ؛ فيقصرونها على حفظ الود الودائع ، مع أن حقيقتها في دين الله أعظم وأثقل . فهي الفريضة التي يتواصى المسلمون برعايتها ، ويستعينون بالله على حفظها . حتى إنه عندما يكون أحدهم على أهبة سفر ، يقول له من يودعه و أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك » وعن أنس - رضي الله عنه - قال : « ماخطبنا رسول الله - إلا قال : لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له » رواه أحمد ومن معاني الأمانة اختيار الشخص المناسب للعمل المناسب له ، وأن يحرص المرء المختار على أداء واجبه کاملا في العمل الذي يناط به ، وأن يستنفد جهده وطاقته في إبلاغه تمام الإحسان الغزالي ، ومن ومن الأمانة أيضا - أن ينظر الإنسان إلى حواسه التي أنعم الله بها عليه وإلى المواهب التي خصه الله بها ، وإلى ماحباه من أموال وأولاد ، فيدرك أنها ودائع الله الغالية عنده ، وأن يستخدمها في مرضاته . الأمانة أن تحفظ حقوق المجالس التي تشارك فيها ، فلا تدع لسانك يفشي أسرارها ، ويسرد أخبارها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا حدث رجل رجلا بحديث ثم التفت فهو أمانة ) . رواه أبو داود والودائع التي تدفع إلينا لنحفظها حينا ، ثم نردها إلى ذويها حين يطلبونها هي من الأمانات التي يسألنا الله عنها ! وقد استخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند هجرته أبن عمه علي بن أبي طالب - رضي الله عنه مكة ؛ ليسلم المشركين الودائع التي استحفظها ، مع أن هؤلاء المشركين كانوا ممن اضطروه إلى ترك مكة في سبيل عقيدته . إن الشخص الأمين محبوب عند الله والناس ، والخائن للأمانات ، المفرط فيها بغيض عند ربه . ، و مزدري بين أصحابه ، وأهله ، والناس من حوله فالأمانة مسؤولية كبيرة تتطلب إيمانا عميقا ، وهمة عالية ، وحرصا كبيرة، ولذلك لا يستطيع حملها ضعاف النفوس ، وقد ضرب الله المثل لضخامتها في كتابه العزيز ، فلا ينبغي للإنسان أن يستهين بها أو يفرط في حقها .
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات